فما كان ينبغي أنك أنت أيضًا ترحم العبدَ رفيقك كما رحمتُك أنا ( مت 18: 33 )
يتحدث مَثَل العبد الذي لا يغفر عن ملكٍ طلب من عبيده سد الديون المُستحقة عليهم في دفاتره. واتفق أن واحدًا من العبيد كان مديونًا له بعشرة آلاف وزنة، لكنه كان مُفلسًا. لذا أمر سيده أن يُباع هو وعائلته في سوق العبودية من أجل سد الدين. أما العبد المذعور فاستجداه طالبًا منحه مزيدًا من الوقت، واعدًا بأن يدفع الجميع إذا أُعطى الفرصة لذلك. وعندما رأى السيد حالة عبده التائب، ترك له مبلغ العشرة آلاف وزنة بالكامل ( مت 18: 21 - 27). وهكذا نرى عرضًا رائعًا، لا للعدالة الإلهية، بل لنعمة الرب الغنية.
وكان لذلك العبد رفيق الخدمة مديونًا له أيضًا لكن بمئة دينار، لكن بدلاً من أن يسامحه بدينه، أمسكه من رقبته وطلب إليه تسديد المبلغ بالكامل. ولم يجد نفعًا توسل المدين اليائس بالتمديد والإمهال. فرماه الدائن في السجن حتى يدفع له الدين. أما أفضل ما يُقال عن حالته هناك، فهو أن مهمته غَدَت صعبة، ففرصته لكسب المال ولَّت طالما أنه مرمي في السجن (ع28- 30).
ولما رأى باقي العبيد ما كان، حزنوا جدًا، وأتوا وأخبروا سيدهم بالأمر بعدما أغضبهم هذا السلوك الشائن. عندئذٍ هاج غضب الملك على الدائن القاسي. فبعد أن غفر له دينًا كبيرًا، رفض أن يسامح صاحبه بمبلغ زهيد. لذا أعاده إلى رقابة السجّانين المعذبين حتى يدفع دينه بالكامل (ع31ـ 34).
إن تطبيق هذا المَثَل واضح وجلي (ع35). فالله هو الملك، وعلى جميع عبيده دين عظيم في الخطية وهم عاجزون عن الدفع. وفي الحقيقة إننا جميعًا شحاذون أمام الله، فلا أمل لنا بسدّ ديوننا له. لكن الرب بنعمته الرائعة وحنانه الكبير، دفع الدين ومنح المغفرة المجانية الكاملة.
والآن لنفترض أن أحد المؤمنين أخطأ إلى أخيه. وبعد التوبيخ اعتذر وطلب المغفرة. لكن المؤمن المُعتدى عليه رفض المُسامحة. فهو نفسه الذي سومح بالملايين يحجم عن مسامحة أخيه بمئات قليلة. فهل يسمح الملك بأن يمر سلوك كهذا بلا عقاب؟ كلا بكل تأكيد! فالمذنب سيؤدَّب في هذه الحياة، وسيعاني خسارة كبيرة أمام كرسي المسيح.
عزيزي .. حذار من نتائج إظهار الروح غير المتسامحة من قِبَل الذين نالوا غفرانًا مجانيًا من الله.
وليم ماكدونالد